aمن علامات الانحطاط السياسي والفكري في العراق ان يكون زعيم تيار " العلمانية" و" الليبرالية" و"الخيار الوطني" في العراق، كما يحلو لرئيس الوزراء السابق اياد علاوي ان يطلق على نفسه، ان يكون على خط واحد مع زعيم ابطال " الحواسم" وسراق المال العام وناهبي الدولة العراقية والقتلة من جيش المهدي.
وفيما كان علاوي يدعو الحكومة العراقية الى قطع العلاقات مع الولايات المتحدة لانها قامت باتصالات مع مجموعات مسلحة عراقية، كان احد قيادي التيار الصدري يصعد بالاتجاه ذاته مطلقا النار على زيارة المالكي الى اميركا.
ما الذي يعنيه ان يكون علاوي ومقتدى الصدر على خط واحد؟
وما الذي يجعل من حملتهم اميركا الى السلطة ( دعك مما يقوله الصدريون من انهم ضد اميركا، فلولا حرب بوش لكانوا اليوم مجرد منافقين لسلطة البعث وصدام، وهم ما رفعوا السلاح ضد الوجود الاميركي الا تنفيذا لاوامر ربتهم طهران) يقفون اليوم علنا او سرا بوجهها ويصعدون موجة العداء لها؟ مالذي يجعل المالكي، الذي دافعت عنه ادارة بوش حد الاستماتة، ان يغذي سرا اتجاهات العداء لواشنطن في ادارات حكومته ووزارته فضلا عن قواعده الحزبية؟ ومالذي يجعل السنة في جبهة التوافق يفخرون بانهم " لقنوا واشنطن درسا" ثم يقولون ان عليها ان لاتترك العراق قبل ترتيب البيت الداخلي( يعني منحهم الكثير من السلطات)، ومالذي يجعل علاوي الفخور الى فترة قريبة بعلاقته مع واشنطن ان يدعو الى قطع العلاقة مع واشنطن لمجرد انها اتصلت بمسلحين مع انه فعلا كثيرا، مرة بمبادرة منه ومرات اخرى نزولا عند رغبة واشنطن ذاتها؟
قد يكون الجواب متمثلا بقرب الانتخابات واستثمار الراي الشعبي المضاد لاميركا لفشلها في ادارة العراق وبنائه بعد نجاحها الكبير في تحطيمه، ولكن قد يكون هذا هو جزء من القراءة اما الحقيقة فان تلك المواقف تنبع من عمق الانحطاط السياسي والفكري الذي يشهده العراق وسيعيشه فصولا متلاحقة تالية.