ايقظني ذلك النهر في فجر بعيد ، ودس في ذاكرتي اغنية الموج ورحيل اللوتس وقال لي لا تحزن ياتوأم المطر ، فالضحى شمسه لا تغيب وانت فارس الزمان ونشيد القرى ، فالليل مايزال في اوله كما تقول المدن ، وهناك متسع اخر للخراب ، اعرف ذلك جيدا فسيف الطائفية يحز رقبة النخيل ، والنخيل كما عهدته واقف كأنه جبل عصي على الفناء ، الفناء لا يليق بالنخيل ، النهر القى عصاه على حشد الظلام وافاعي السواقي والمستنقعات ، فتحولت الى وحوش بشرية بزي ( علاسين وحشاشين وقفاصين ونهازين ومثليين وصكاكين ونهابين ومرتشين ولصوص ) هكذا فضح النهر حشد الظلاميين ممن غرقوا في وحل الطائفية التي حولت البلاد الى خرائب ترقص في حواشها عقابيل الغزاة وغلمان الطائفية وسنابك خيل المهزومين ومرده الشيطان ، فقل لهم ايها النهر لقد جرى الدم مجرى مائي ولم اغير سمائي وعلى ضفتي دفنت اسمال الغرباء واردية البغاة ، من عهد هولاكو المغول الى عهد هولاكو العصر الجديد ( بوش الكذاب ) ، المجرى نفسه ( وما غير النهر يابغداد مجراه ) . فعلى صخرة بحجم البلاد احفر سورة اليقين وتواشيح الردى ونشيد الوطن الذي يقف شامخآ بين الفرضة والشعيرة ويصوب طلقته الاخيرة الى رأس الطغاة والزناة والبغاة والغزاة ،فأنا نبوخذنصر باني مجدكم العظيم وقاهر اليهود ، وانا ابو جعفر المنصور مصمم بغداد المسورة بالنور والضياء والبهاء المدورة بالمدى ومؤسس مجدها التليد ، انا ابو جعفر المنصور جززت رأس الفتنة ودحرجت رأسها في سواقي الهزيمة ، وانا المأمون والرشيد سليل الحكمة العباسية ومشيد صرح الحكمة في بغداد وعصري الذهبي في العلم والترجمة والمعرفة والفلسفة هو سيد الازمنة وانا سيد العراق ايها الظلاميون القتلة من انتم ؟ سوى حثالات عصور تقيأت الطائفية والعنصرية وسفك الدماء العراقية على ارصفة الشوارع ومزابل المدن . ما انتم الا نتاج مخيلة مسرطنة معجونة بالخيانة والوضاعة والانحدار الاخلاقي ، قم ايها العراق انتهت الحرب واندحر الغزاة ، واكنس بشسع نعلك الحشرات والاشنات وافاعي الظلام ، اكنسها خارج البلاد ، العراق وطن النقاء والمحبة والوفاء وليس وطن الغرباء وراضعي حليب الطائفية والضغائن وبائعي اثداء امهاتهم للغزاة ، قم ايها النهر العراقي فالقمر على اسوار بغداد يرتل نشيد البطولة والطفولة والكبرياء ، قم ياعراق واهتف العراق سيد العراقيين العراق مجد الزمان وبيرق النصر الاكيد