بسم الله الرحمن الرحيم
وصل يارب على محمد وال محمد وعجل فرج قائم ال محمد
وبعد....
قال السيد الصدر الثاني(قدس سره)
:أن القرآن يمكن أن يكون محتوياً على اللحن بالقواعد العربية ومخالفتها وعصيانها كما هو المنساق من بعض آياته وذلك لأن مقتضى قوله تعالى(ما فرطنا في الكتاب من شيئ)1
هو أحتواء القرآن الكريم على كل علوم الكون ظاهراً وباطناً.
ومن المعلوم أن هذا الكون الذي نعرفه يحتوي على النقص كما يحتوي على الكمال وفيه الخير والشر وفيه القليل والكثير أذاً فيمكن التمسك بأطلاق تلك الآية الكريمة لأحتواء القرآن على كل ما في الكون بما فيه ما نحسبه من النقائص والحدود.
ولا ضير في ذلك ما دامت هذه الصفة تعد كمالاًَ له من حيث الاستيعاب والشمول واللاتفريط .
فكما يحتوي القرآن الكريم على الفصاحة والبلاغة وهذه هي الصفة الاساسية فيه فقد يحتوي أيضاً بل من الضروري أن يحتوي على ضدها لأنه (ما فرطنا في الكتاب من شيئ) وكما يحتوي على اللغة العربية وهي سمته العامة ينبغي أن يحتوي على لغات أخرى وكما يحتوي على الظاهر العرفي ينبغي أن يحتوي على الباطن الدقي. وهكذا(2)(3)........... : انتهى
__________________________________________________ _____________
1- الانعام الآية 38
2- منة المنان في الدفاع عن القرآن ص11
3- ما وراء الفقه ج1 ق2 ص130
========= ========== ========= ========= =========
اقول من الغريب ان يصدر مثل هذا الكلام من السيد الصدر قدس سره والاغرب هو الاستدلال بالاية الكريمة {ما فرطنا في الكتاب من شيء} بانها تدل على ان القران يحتوي النقائص الخارجية.
والحقيقة هي ان هذه الاية تدل على العكس تماما .
فالنقائص الخارجية ليست موجودات لان كل شيئ خلقه الله هو بديع حسن بدلالة هذه الاية {الله الذي احسن كل شيئ خلقه} بمعنا ان كل شيئ خلقه الله هو كمال وحسن بذاته ولكن ياتي التفاوت في الكمال نتيجة لدرجة نقصه في الوجود .
وهذا النقص هو عدم وليس وجود اي ليس بشيئ .
والله تعالى قال{ ما فرطنا في الكتاب من شيئ} بمعنى ان القران احتوى الموجودات الكمالية وتكلم عنها بصورة مطابقة لها ظاهرا وباطنا .
بمعنى اخر ان كل الموجودات او الكمالات موجودة في القران اذن القران يحتوي جميع الكمالات اما النقائص فهي اعدام {عدم الشيئ} ولا طريق لها الى القران لانها ليست باشياء وما اوجده الله تعالى في القران هو الاشياء قال تعلى {ما فرطنا في الكتاب من شيء}
ويبدو ان السيد الصدر قدس سره قد اختلط عليه امر النقائص العدمية والاشياء الوجودية فاعتبر ان النقائص من الاشياء واستدل على وجودها في القران بهذه الاية ما فرطنا في الكتاب من شيء وهو استدلال غير صحيح كما قلنا __________________
__________________